في فيلم “الفتاة ذات الإبرة”، نغوص في أعماق كوبنهاجن عام 1919، حيث تتشابك خيوط الفقر واليأس والأمل في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى. الفيلم يروي قصة عاملة شابة تجد نفسها حاملاً ومعدمة، تكافح من أجل البقاء في عالم لا يرحم. في خضم هذه الظروف القاسية، تلتقي بدالما، المرأة الغامضة التي تدير وكالة سرية لتبني الأطفال. تنشأ بينهما علاقة معقدة، تتأرجح بين الثقة والشك، وتعد بالكثير من الدعم والمساندة.
لكن سرعان ما تتكشف الحقائق المرة، وتكتشف العاملة الشابة أن دالما تخفي وراءها أسرارًا مظلمة. الوكالة التي بدت ملاذًا آمنًا تتحول إلى كابوس، وتجد الفتاة نفسها في مواجهة حقيقة صادمة تهدد كل ما كانت تؤمن به. الفيلم لا يكتفي بسرد قصة شخصية، بل يعكس أيضًا صورة قاتمة عن المجتمع في تلك الفترة، حيث الفقر المدقع والاستغلال والجشع يدفع الناس إلى ارتكاب أفعال يائسة.
المشاهد تتسم بالواقعية والقسوة، وتعكس بصدق الظروف المعيشية الصعبة التي كانت تعاني منها الطبقات الفقيرة في ذلك الوقت. الأداء التمثيلي قوي ومؤثر، حيث تنجح الممثلة في تجسيد معاناة الفتاة وصراعها الداخلي بشكل مقنع. دالما، بشخصيتها الغامضة والمتقلبة، تثير الفضول والريبة في آن واحد، وتجعل المشاهد يتساءل عن دوافعها الحقيقية.
الحبكة الدرامية محكمة ومتقنة، وتتخللها لحظات من التشويق والإثارة. الفيلم لا يقدم حلولًا سهلة أو نهايات سعيدة، بل يترك المشاهد يفكر في طبيعة الخير والشر، وفي الحدود التي يمكن أن يصل إليها الإنسان في سبيل البقاء. النهاية غير المتوقعة تزيد من تأثير الفيلم وتجعله يترسخ في الذاكرة لفترة طويلة بعد المشاهدة.
“الفتاة ذات الإبرة” ليس مجرد فيلم، بل هو تجربة سينمائية مؤثرة ومثيرة للتفكير، تدعونا إلى التأمل في قضايا الفقر والاستغلال والظلم الاجتماعي. إنه فيلم يستحق المشاهدة والتقدير، ويثبت أن السينما لا تزال قادرة على تقديم قصص إنسانية عميقة ومؤثرة. الفيلم متوفر حصريًا على Egybest.xin.
