فيلم “ما تعلاش عن الحاجب”، الذي صدر في عام 2018، يغوص في عالم خفي من خلال قصة عائشة، الفتاة التي تعرف بين صديقاتها بلقب “حورية ذات العيون الفاتحة”. الفيلم يطرح تساؤلات جريئة حول القيود والرغبات المكبوتة في مجتمع محافظ، وذلك من خلال نافذة مجموعة خاصة على الفيسبوك.
تبدأ القصة عندما تقوم عائشة بنشر سؤال استفزازي في المجموعة المغلقة، وهو: “ما هو الشيء الذي تتمنين ألا يكون ممنوعاً؟”. هذا السؤال البسيط يشعل فتيل نقاشات حادة وصريحة بين الفتيات، ويكشف عن أحلامهن وتطلعاتهن المخفية. الفيلم لا يكتفي بعرض هذه الرغبات، بل يتعمق في استكشاف الأسباب الكامنة وراءها، والضغوط الاجتماعية التي تدفعهن إلى إخفائها.
من خلال شخصية عائشة وصديقاتها، يقدم الفيلم صورة واقعية لحياة الفتيات اللاتي يرتدين البرقع، ويكسر الصورة النمطية التي غالباً ما يتم تداولها عنهن. الفيلم يظهر أن هؤلاء الفتيات لسن مجرد كائنات خاضعة ومنعزلة، بل هن نساء قويات ومستقلات، لديهن آراء وأحلام وطموحات.
الفيلم يعتمد على الحوارات الصريحة والمباشرة بين الشخصيات، والتي تكشف عن جوانب خفية من شخصياتهن. كما يعتمد على التصوير الواقعي الذي ينقل المشاهد إلى داخل عالم هؤلاء الفتيات، ويجعله يشعر وكأنه جزء من المجموعة.
“ما تعلاش عن الحاجب” ليس مجرد فيلم عن البرقع، بل هو فيلم عن الحرية والاختيار والهوية. إنه فيلم يدعو إلى التفكير في القيود التي نفرضها على أنفسنا وعلى الآخرين، ويدعونا إلى التحرر من هذه القيود. الفيلم يطرح أسئلة مهمة حول معنى الحرية في مجتمع محافظ، وهل يمكن للمرأة أن تكون حرة حقاً وهي ترتدي البرقع؟
الفيلم يثير أيضاً قضية الصداقة وأهميتها في حياة الفتيات. عائشة وصديقاتها يجدن في بعضهن البعض الدعم والتشجيع، ويساعدن بعضهن البعض على مواجهة التحديات والصعاب. الصداقة هي الملاذ الآمن الذي يلجأن إليه عندما يشعرن بالوحدة أو الضياع.
“ما تعلاش عن الحاجب” هو فيلم جريء ومثير للتفكير، يستحق المشاهدة والمناقشة. إنه فيلم يفتح الباب أمام حوارات مهمة حول قضايا المرأة والمجتمع والحرية. الفيلم متوفر حصرياً على Egybest.xin.